العوالم السفلى :تموجات المسافة

إهداء خاص : إلى أمة لا تعرف معنى القرار

السلام عليكم و حمرة الله تعالى و بركاته

في لحظة تمتد فيها المسافة محفوفة بالغموض و الريبة ، و تكون حبلى بالمشاعر السائبة و النوايا المتنرحنة و التوقعات المتذبذبة..

في تلك اللحظة بالضبط تعود المسافة شامخة ..مترامية الأطراف و متباعدة الجهات و الأركان بملامح فضفاضة من غبطة و إحجام و مرح و انقباض و انشراح و قلق ....

المسافة هوة سحيقة و امتداد و أديم و أغوار...

كيف نستطيع لملمة أطرافها المتنافرة و نقلص أرجاءها المتتاليةو المتنائية ؟

نغوص في المهاوي بزخم حنايانا و رعشات ضلوعنا ...

هي قريبة ..بعيدة..متخفية..متجلية..تعاين القادمين بنظرة تشع رهبة و خذلانا و تغوص في مجاهل بعيدة بهواجس و احلام نهارية..

تلوذ بارتكاسات و انكسارات ...ملآى بالمسام و انزحيات ماضي ينخر براءتها المزعومة بينما هي تتلون بقزحية بؤسها و لذتها المريضة..

أمامها أقف لأخاطب القادم إليها قائلا:

-أنت شخص نادر في هذا الزمن الزائف المتنكر في مسوح الرهبان و لحي الدراويش و عائش في شذوذ خاص..قتنعّم بسحر أوهامك و لا تستقر على حلم ......

فيرد عليّ بنظرات شاردة :

-أنت بوصلتي في مفازة الوحشة و الوحوش و الضياع و نبراسي في عتمة التنكر و الإيهام..

و نلتقي لنفترق !!!!!!

تمتد المسافات بيننا ردحات فضفاضة ...نتحايل على تجلياتها بزحير دواخلنا و نبضات أحشائنا فيستغرقنا التوق و الإنتظار و الرثاء لهؤلاء...

المرحلة القادمة لم تتحد معالمها بعد، هي فترة هجينة لإجهاض إرهاصات الأزمة و طمس معالمها و لا غرابة في تناسل الوعود و استفحال الأماني....و لكن الأزمة مستمرة مع استمرار الإمتعاض و تنامي النقاش : الزمن سديـــــــــــم و ماقـــــــــت..

خاتمة :

حقا ..هل نعيش في زمن أسود..

الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها..

الجبهة الصافية تفضح الخيانة..

و الذي ما زال يضحك

لم يسمع بالخبر الرهيب ..

أي زمن هذا ؟

ألا يستطيع أصحابه أن يتكلموا معه؟

آه...نحن الذين أردنا أن نمهدّ الأرض للمحبة ففشلنا !

أما أنتم ...فعندما يأتي اليوم

الذي يصبح فيه الإنسان صديقا للإنسان

فاذكرونا

و سامحونا !

مع تحيات Reem