:: من .. و الى .. التراب ::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من .. و الى .. التراب
هذه مسيرة الحياة
وهذا حال بعض الناس الذي يعيشون حياتهم مجرد كتراب بلا روح ولا قلب ولا عقل
في زمن الكذب هذا
وعصر الادعاءات هذا




أحياناً عندما أفكر في هذه النقطة أعجز عن قول شيء
لأنني أجد نفسي أمام لا شيء
فالتراب بدون روح وعقل و قلب هو بالفعل لاشيء
أو هو مجرد شيء عضوي
والتواصل لا يمكن أن يبنى مع الهيكل في غياب الجوهر
فإلى متى سيستمر البعض في العيش كتراب ؟
الا يوجد داخل هذا التراب المصمم والمخلوق روح ؟
ومتى سنعرف بأن هويتنا ليست في هيكلنا ومظهرنا بل في جوهرنا
وفي أعماقنا خلف جدران التراب ؟
وأين سنتوقف لنحرك ما بداخلنا ونفكر كأرواح ؟




للأسف كل هذه الجمل التي كتبتها لا يمكن أن تكون أسئلة
او لا يمكن تصنيفها في خانة السؤال
لأن الذي يسأل هو مجرد مشتكي من واقع سلبي يراه
وليس هناك من يُسأل مادام المقابل تراب
نعم هو تراب يدعي الحق وهو باطل
والكاذب الذي يريد أن يفهم الناس بأن الصدق يخرج منه فقط
والخاسر الذي يدعي النجاح
والفارغ الذي يريد أن يوهم الناس بأنه مليء بالعقل الذي لم يستخدمه ابداً
هو هذا التراب
هو من لم يدرك حتى الآن بأن الانسان روح وعقل وقلب قبل الجسد
وبالتالي نسي هويته الأصلية كإنسان






لا أعرف
هل أنا مستاء لأنني لا يمكنني تحمل ما أراه من سلبيات في حظور هذا التراب
أم ان الواقع يدعو للإستياء فعلاً
ولوقفة حازمة لتغيير المسيرة
الا يمكن لهذا التراب أن يكون جزءً من مشروع بناء جديد
و مشروع صدق لمحو الكذب
ومشروع إعادة المنطلق للحياة
في مسيرة انسانية متكاملة
وليس مسيرة تراب ينتظر أن يختلط بالتراب من جديد فقط
الا يقدر على مواكبة المسيرة كإنسان
ليكون مشاركاً في صنع الحب وليس الكره
الود وليس الحقد
الصدق وليس الكذب والنفاق
الاخلاص وليس الغدر
والوفاء وليس الخيانة





من جديد أنا لا اسأل بل فقط أفكر بصوت عالي
لأنه ببساطة شديدة
المشكلة ليست في كذب وكره وحقد ونفاق هذا التراب
بل المشكلة هي انه لا يعرف أو لا يعترف بسلبياته أيضاً ليصلحه
والسبب ببساطة هو انه تراب مجرد ولا يعرف بأنه يمكنه موازنة الأمور بميزان العقل والمنطق
ويمكن أمن لا يفرق بين الصدق والكذب
وهنا هو موضع شفقة بنظري
ولا أعرف كم سيحتاج ليعرف بأخطائه
ويرجع من جديد ليكون مع الآخرين في المسيرة
كإنسان
مكون من جسد وروح
وليس فقط
مجرد
تراب





تحيتي وتقديري للجميع ...